بــســم الــلــه الــرحــمــن الــرحــيــم

يبقى قسم علوم الحياة في كلية العلوم العريقة في الجامعة الام – جامعة بغداد الحبيبة بعلماءه واساتذته وطلبته وفياً لارض الرافدين وبلاد مابين النهرين، مهد الحضارات والرسالات الانسانية. وعلى الرغم من صعوبات ألمت بنا جميعاً من جراء ماتعرض له وطننا الحبيب، يبقى علماء العراق الغيارى ينابيع عطاء ومناهل معرفة يرفدون هذا الوطن وأبناءه بالعلم والثقافة وكنوزاً لاتفنى من البذل والسخاء. يعلمون الاجيال معنى الحياة عن طريق دراسة مختلف علوم الحياة واهتمامهم بالمخلوق البشري الذي فضله الله في خلقه عن سائر المخلوقات وكرمه في حياته وكل ما حوله من الكائنات الاخرى حيوانية كانت ام نباتية او مايكروبية دقيقة، وماله علاقة بنشأتها ونموها وبيئتها وغذائها وصحتها ومرضها. فما الفائدة من كل ما نتحدث عنه من تطور العلوم والتكنولوجيا بدون ان تكون في خدمة الحياة وكل ما يتعلق بها من خير وضر. لذلك فإن قسم علوم الحياة يُعد أحد الاقسام الرائدة والواسعة في كلية العلوم العريقة في الجامعة الام، ومن ابرز ركائزها وما تقدمه للاجيال والارتقاء بالمجتمع ورفده بأحدث ماتوصل اليه العالم في العلوم والتكنولوجيا لمواكبة تطور العصر ووفق مسيرة الحياة العصرية الحديثة. وتبرز روعة قسم علوم الحياة بما يمثله من دراسات تختص بتنوع الكائنات الحية وتطورها والاختلاف في النظم الحيوة والبيئية التي تعيش فيها. ومن هنا جاء تخصصه الرباعي الابعاد في دراسة علم الحيوان وعلم النبات وعلم الاحياء المجهرية وعلم البيئةوكل ماله صلة بالعلوم الاخرى، النظرية منها والعملية التطبيقية ومجالات التقنيات الحديثة التي تلبي حاجة الانسان الملحة والضرورية. وهكذا أصبحنا اليوم لا نتحدث عن علم واحد بل مجموعة من العلوم المتماسكة والمترابطة، تحتضن في طياتها العديد من التخصصات والفروع العلمية المستقلة، ولكنها تجتمع عند رافد واحد لتصب في دراسة معنى الحياة وكل ماله علاقة بالكائنات الحية. فتبدأ من الاحياء الدقيقة والميكروبات والجراثيم والفيروسات، ثم الحيوانات والنباتات، وتنتهي بكل ماله علاقة لهذه الكائنات بالبيئة ودراستها بصورة معمقة. لقد دأب قسم علوم الحياة على مواصلة تحديث علومه لمواكبة التطور السريع في شتى فروع هذا العلم، وضمَّن مناهجه أدق العلوم البيولوجية الحديثة من خلال التوسع في تخصصاته وادخال مواضيع الساعة في دراساته وعلى الخصوص بحوث طلبة الدراسات العليا بما يتناسب مع التقدم العلمي الهائل في الجامعات المتقدمة من خلال التنوع في المشاريع البحثية والندوات العلمية، وبذلك اصبح مؤسسة علمية رصينة بفضل علماءه واساتذته الاكفاء اللذين نهلوا العلم في جامعات العالم المتقدم وعادوا الى بلادهم مخلصين يحملون العلم والثقافة رافضين المغريات ومتحدين الصعوبات من اجل هذا الوطن المعطاء، واللذين تخرجت على ايديهم نخبة من الاساتذة الاجلاء مابرحوا يعملون بكل تفانٍ وإخلاص في عطاء لا متناهي من اجل اثراء ثقافتهم العلمية والمعرفية بكافة التطورات العلمية والتقنيات الحديثة. وسيبقى قسم علوم الحياة ممثلاً في علماءه واساتذته خلية من النحل يجمع خلاصة رحيق الحياة من ورود حدائق هذا البلد المعطاء ليصبها في أفواه طلبته الرائعين علماً وثقافة وتربية وعطاء. ويضم قسم علوم الحياة الان عدد من المختبرات العلمية المتخصصة التي تحتوي على العديد من الاجهزة والادوات العلمية الحديثة. فهناك مختبرين لعمل الاحياء المجرية ومختبر لعلم الحيوان ومختبر لعلم النبات اضافة الى معشب يضم العديد من النباتات النادرة ويقوم بإدارته والاشراف عليه احد العلماء المرموقين في هذا المجال، ومختبر لعلم البيئة ومختبر يختص بالوراثة الخلوية، ومختبر آخر يختص بالـ PCR يعمل كوحدة حديثة لتشخيص كل الكائنات من حملة المادة الوراثية في ثنايا خلاياه لمواكبة التطور في مجال الدراسات الوراثية، بالاضافة الى مختبر مركزي خدمي يختص بالتحليلات والفحوصات الكيميائية والبيولوجية وقياس العناصر الثقيلة يقدم خدماته المتميزة لكل الباحثين وطلبة الدراسات العليا ومؤسسات الدولة والمجتمع. واخيراً فهناك مختبر للبيئة يضم العديد من الاجهزة المتطورة والحديثة يتم الاعداد له لخدمة بحوث طلبة الدراسات العليا في جميع الكليات التابعة لجامعة بغداد والجامعات العراقية والبحوث الاخرى التي تهم المجتمع. وقد كان قسم علوم الحياة سباقاً في منح الدراسات العليا حيث بدأ التسجيل فيه لدراسة الماجستير منذ عام 1966 – 1967 ولدراسة الدكتوراه منذ عام 1970 – 1971. وتخرج من هذا القسم العديد من العلماء والاساتذه المرموقين الذين رفدوا ولا زالوا يرفدون بلدنا وجامعاتنا ويمدونها بعلمهم ومعرفتهم وتفانيهم واخلاصهم في جميع المجالات. كما يستمر عطاء هذا القسم العريق بكل فروعه وتخصصاته ليخرج كل عام المئات من حملة البكالوريوس في علوم الحياة ليعملوا في المستشفيات والمختبرات العلمية المتخصصة، والعشرات من حملة الماجستير والدكتوراه. وفي القسم الان عدد من اللجان المتخصصة التي يرأسها وتضم في عضويتها العديد من العلماء والاساتذة المتخصصين مثل اللجنة العلمية، ولجنة الدراسات العليا ولجان متخصصة بدراسة المناهج واخرى لاستيراد الاجهزة العلمية المتطورة والتجهيزات المختبرية. وتوالى على رئاسة قسم علوم الحياة العديد من العلماء والباحثين حيث ضم منذ نشأته وحتى الان 22 رئيساً للقسم. كما يضم القسم في ثناياه الان: ( 14 ) استاذاً و (30) استاذ مساعد و ( 45 ) مدرس و ( 67 ) مدرس مساعد، بالاضافة الى العديد من حملة البكالوريوس من الفنيين والاداريين. وكذلك ( 93 ) من حملة الدكتوراه و ( 63 ) من حملة الماجستير، يعمل جميعهم في التدريس والبحث، ينهل منهم طلبتنا الاعزاء العلم والثقافة والاخلاق العالية وتواضع العلماء. ويبلغ عدد طلبة الدراسات الاولية ما يقارب ( 440 ) و عدد طلبة الدراسات العليا (248) منهم ( 134 ) للماجستير و ( 114 ) للدكتوراه. وتتوفر في القسم وحدات الشبكة المعلوماتية للاستخدام من قبل طلبة الدراسات الاولية والعليا وكذلك الهيئة التدريسية. كما تتوفر مكتبة علوم الحياة التي تحتوي على عدد كبير من الكتب والدوريات والمصادر الحديثة المتعلقة بعلوم الحياة بالاضافة الى رسائل الماجستير واطروحات الدكتوراه. ويتدرب طلبة الدراسات الاولية عن نهاية المرحلة الثالثة وخلال العطلة الصيفية في المستشفيات والمؤسسات الصحية والصناعية والعملية ذات العلاقة، ليكتسبوا الخبرة والمهارة العلمية وربط دراستهم النظرية بالواقع العملي التطبيقي. وللقسم اسبوع ثقافي تطرح فيه كل اسبوع ندوة حول ما يستجد من التطورات العلمية المستحدثة ذات العلاقة بالحياة وسبل تحسينها. لذلك فإن قسم علوم الحياة يمثل مركزاً علمياً مرموقاً في كلية العلوم العريقة في جامعتنا الام الحبيبة – جامعة بغداد

Comments are disabled.