محاضرتان في قسم التحسس النائي بكلية العلوم عن الانحياز التأكيدي والفيلسوف راسل
نظم قسم التحسس النائي ونظم المعلومات الجغرافية في كلية العلوم بجامعة بغداد محاضرة بعنوان “الانحياز التأكيدي وتأثيره السلبي في البحث العلمي والعقل الجمعي للمجتمع” وذلك بحضور نخبة من الاساتذة والباحثين وطلبة الدراستين الاولية والعليا .
وتهدف المحاضرة التي القاها الاستاذ الدكتور (فيصل غازي) الى الوقوف على الخبرة والمعرفة والتحليل الموضوعي للمعلومات والتفاصيل التي تتوافر لدى العقل البشري، والعوامل العديدة التي تؤدي دورًا كبيرًا في تشكيل الافكار وتكوين المعتقدات، وكلّ ما يؤمن به الذين يخضعون لنطاقٍ واسع من العقلانية والمنطقية والموضوعية وتأثير ذلك في البحث العلمي والعقل الجمعي للمجتمع .
وناقشت المحاضرة التي حضرتها رئيسة القسم الاستاذة المساعدة الدكتورة (سندس عبد العباس) وتأتي ضمن منهاج الموسم الثقافي لقسم التحسس النائي للعام الدراسي 2018/ 2019، ماتتمتع به العقول البشرية التي لا تسلم من مشكلة كبيرة وتُعرف في علم النفس باسم “الانحياز التأكيدي”، وتشير إلى أنّ الافكار والمعتقدات تستند غالبًا إلى الاهتمام والإيمان بالمعلومات التي تدعم الافكار المتواجدة لديها من قبل، وفي الوقت نفسه الميل إلى تجاهل المعلومات التي تتحدى المعتقدات القائمة وتعارضها وعلاقة ذلك بالبحث العلمي والعقل الجمعي للمجتمع .
وتناولت المحاضرة كذلك امكانية ان تؤثر هذه التحيّزات أو الانحيازات على الطريقة التي يقوم بها الأفراد بجمع المعلومات العلمية والبحثية مثلا من حولهم، الى جانب كيفية تفسيرهم لتلك المعلومات وحفظهم وتذكرهم لها، لانّ الأشخاص الذين يدعمون أو يعارضون قضية معينة لن يسعوا للحصول على معلومات تدعمها وتؤكدها فحسب، بل سيسعون أيضًا لتفسير الأحداث بالطريقة التي تدعم أفكارهم الحالية، وسوف يتذكرون أيضًا الأشياء بطريقة تعزز هذه الأفكار.
وفي جانب اخر من الموسم الثقافي للقسم، القى المدرس المساعد (اسامة هادي مطلك) محاضرة اخرى بعنوان “برتراند راسل الفيلسوف والانسان وعالم الرياضيات”، وذلك بهدف التعريف بهذه الفيلسوف والعالم بتخصص الرياضيات وحياته الانسانية ومؤلفاته العلمية التي اغنت المجتمع .
وعرف الباحث في محاضرته بالفيلسوف الإنكليزي برتراند راسل (1872 – 1970)، الذي يعد واحدا من الفلاسفة الذين اشتهروا في القرن العشرين، واشتغلوا أيضاً على الفلسفتين القديمة والمعاصرة، والذي نال جائزة نوبل للآداب عام 1950 على طريقته في التعبير الفلسفي وفاعليته كفيلسوف.
وبينت المحاضرة كذلك أُعجاب راسل بنظرية المجموعات(Set Theory) ، إذ قدم كتابه المعروف “مبادئ الرياضيات”.
واشار المحاضر الى محاولة راسل لشرح الرياضيات بالمنطق، مؤكدا ان مقالته الفلسفية عن التدليل تعد انموذجا فكرياً في الفلسفة، مشيرا ان عمله لازال له أثراً ظاهراً على المنطق والرياضيات ونظرية المجموعات واللغويات والفلسفة وتحديدا فلسفة اللغة ونظرية المعرفة والميتافيزيقيا .
وانتهت المحاضرتين بفتح باب النقاش والمداخلات التي شارك بها الحاضرون بالمحاورة مع الباحثين لاغناء الموضوع من جوانبه كافة واسهاما في تطوير الجانب العلمي والمعرفي والارتقاء به نحو الرفعة الاكاديمية .
