حلقة نقاشية في وحدة الابحاث البيولوجية بكلية العلوم حول “متلازمة داون”
نظمت وحدة الابحاث البيولوجية للمناطق الحارة بالتعاون مع وحدة التعليم المستمر في كلية العلوم بجامعة بغداد، حلقة نقاشية حملت عنوان “متلازمة داون Down syndrome” وذلك بحضور نخبة من الاساتذة والباحثين وطلبة الدراستين الاولية والعليا والمعنيين بالابحاث البيولوجية والوراثية والطبية .
وتهدف الحلقة النقاشية التي القت محاضرتها الدكتورة (ميساء كاظم) الى التعريف بالمرض وسبب حدوثه والأسباب التي تزيد من احتمال حدوث متلازمة داون وكيفية التعايش والتعامل مع من لديهم أطفال مصابين بهذه المتلازمة، وزيادة الوعي بهذه الفئة ودمجهم مع أقرانهم في المجتمعات بعد ان عدت اصابة ألاطفال بمتلازمة داون من أكثر الظواهر انتشارا في العالم .
تناولت الحلقة النقاشية التي اقيمت ضمن الموسم الثقافي لوحدة الابحاث البيولوجية للمناطق الحارة للعام الدراسي 2018/ 2019، مفهوم متلازمة داون الذي عدته الباحثة عبارة عن خللٍ في جينات الشخص، ممّا يجعله يتصف بصفاتٍ جسديّةٍ، ونفسيّةٍ، مختلفةً عن الإنسان الطبيعيّ، وتحدث هذه المشكلة للجنين وهو في رحم الأم قبل ولادته؛ لأنها تنتج من انقساماتٍ خاطئةٍ للكروموسومات، ففي الوضع الطبيعيّ يحمل الجنين 46 كروموسوماً، إذ يأخذ 23 كروموسوماً من الأم، و23 كروموسوماً من الأب، ولكن في حالة المصاب بمتلازمة داون فإنه يحمل 47 كروموسوماً. ويتمّ تشخيص الإصابة بمتلازمة داون أثناء الحمل عن طريق فحوصات عدّة تجرى للأم الحامل، والبعض يتّم تشخيصهم فقط بعد الولادة عن طريق الشكل.
واشارت الباحثة ان بعض الصفات الجسديّة الظاهرة، لمتلازمة داون هي قصر الرقبة واليدين، وشكل جانبيّ للوجه مسطّح، وأذنين صغيرتين، وعينين مائلتين، وفم صغير يصاحبه الضعف، والارتخاء في العضلات والمفاصل وانخفاض في معدل الذكاء عن المعدّل العام الطبيعيّ، منوهة الى ان المصاب قد يعاني من بعض المشاكل في القلب، والأمعاء، والتنفس، والأذنين. وبينت الحلقة النقاشية ان الاعراض المشخصة لا تعني كل اطفال داون لديهم هذه الامراض كلها، إذ ان بعض الأعراض قد تظهر عند الولادة مثل التشوهات الخلقية في تكوين القلب والبعض الآخر يظهر مع مرور الوقت مثل الصرع .
واوصت الباحثة في محاضرتها على ضرورة الكشف المبكر منذ الطفولة عن أكثر الأمراض شيوعا، على الرغم من أن بعض المشاكل الجينية قد تحد من قدرات طفل متلازمة الداون، إلا أن توفير جو من الرعاية والتعليم الممتاز والتدريب المهني يجعل هؤلاء الاطفال قادرين على العطاء والتميز.
وانتهت المحاضرة ببعض الوصايا التي ينصح بها لمصابي داون وهي عنايةً أكثر من أيّ طفلٍ طبيعيٍّ آخر، نظراً لانخفاض قدراته العقليّة ولقلّة المناعة لديه، وذلك باتّباع خطواتٍ بسيطة في عيش حياةٍ طبيعيّة معه وتشجيعه على الاستقلاليّة، والثّقة بالنّفس ودعم التّطوّر اللّغوي والكلامي المستمر لديه وإعطاؤه الحريّة الشّخصيّة لممارسة نشاطاته اليوميّة لوحده، ونشر التّوعية في الحيّ والمدرسة بما يتعلّق بتصرّفات مصابي متلازمة داون .