في أجواء غمرها الحزن العميق والأسى، أقام قسم الكيمياء في كلية العلوم حفلاً تأبينياً لروح طالبتها الراحلة في قسم الكيمياء المرحلة الثالثة (اية سعد محمد)، والتي وافتها المنية بعد صراع مع مرض لم يمهلها طويلاً، تاركةً خلفها سيرة عطرة وذكراً طيباً في قلوب كل من عرفها.
شهد الحفل التأبيني، الذي أقيم بتوجيه من عميد الكلية الأستاذ الدكتور رائد فالح حسن، حضوراً طلابيا وأكاديمياً لافتاً، تقدمهم السيد معاون العميد للشؤون العلمية الأستاذ الدكتور نمير إبراهيم عباس، والسيد رئيس قسم الكيمياء الأستاذ المساعد الدكتور ياسر عبد الحسين جعفر، والسيد مدير شعبة الإعلام بالكلية الدكتور مهند أحمد العماري، فضلا عن والدة الراحلة وأشقائها وأقاربها، إلى جانب جمع غفير من أساتذة القسم وزملاء وزميلات الفقيدة.
هذا ولم تكن الفقيدة مجرد طالبة في سجلات الكلية، بل كانت، كما وصفها أساتذتُها، “شعلة من الذكاء والاجتهاد”. عُرفت بتفوقها الأكاديمي ومثابرتها الدؤوبة في مختبرات الكيمياء، إذ كانت دائماً في طليعة أقرانها. وإلى جانب تفوقها العلمي، تحلت الفقيدة بأخلاق رفيعة وروح إنسانية شفافة، جعلتها محط حب واحترام جميع زملائها الذين وجدوا فيها الأخت والصديقة المتعاونة.
وفي كلمة مؤثرة ألقاها، وصف السيد رئيس قسم الكيمياء وفاة الراحلة بالخسارة للقسم، فيما أكد مدير شعبة الإعلام أن “القسم فقد إحدى ألمع طالباته وأكثرهن خلقاً واجتهاداً”. وأشار إلى أن سجلها الأكاديمي الحافل كان ينبئ بمستقبل باهر كباحثة متميزة، لكن إرادة الله كانت فوق كل اعتبار.
من جانبه، نقل السيد معاون العميد للشؤون العلمية تعازي عمادة الكلية الحارة لأسرة الفقيدة وذويها، مؤكداً أن الكلية ستظل تذكرها كرمز للطالبة المثالية التي جمعت بين التفوق العلمي والأخلاق النبيلة.
كما تخلل الحفل كلمات معبرة من بعض زميلاتها اللاتي استذكرن مواقفها النبيلة وابتسامتها التي لم تكن تفارقها رغم تحديات الدراسة والمرض. واختتم الحفل بالدعاء للفقيدة بالرحمة والمغفرة، ولأهلها وذويها ومحبيها بالصبر والسلوان. لقد تركت الراحلة فراغاً كبيراً، لكن ذكراها ستبقى خالدة كنموذج للطالبة التي غادرت بصمت لكنها تركت أثراً لا يُمحى.

Comments are disabled.